الاثنين، 27 فبراير 2012

رسالة إلى إمرأة رائعة



أختي العزيزة،
      
         أكتب إليك هذه الرسالة لتشاركيني أفكاري ومشاعري. أنت الوحيدة التي يمكنها أن تفهم بما أفكر وكيف أشعر. أعلم إنك تمرّين بنفس الصعوبات والمشاكل التي أواجهها كل يوم لذا فكرت أن أشرِّككِ معي وأروي لك قصة إحدى التجارب التي عشتها في يومٍ من الأيام.

         حياتي مثل حياتك، فأنا أعمل، وأهتم بعائلتي، وقد أتيت بأبنائي إلى الحياة؛ أربيهم، أطعمهم، أرعاهم، أسهر على راحتهم وأبذل كل ما بوسعي لأسعدهم بالإضافة لتحمل الكثير من المسئوليات داخل البيت وخارجه. أبذل كل ما في وسعي لأثبت للجميع أنني إمرأة ناجحة في عملي، زوجة وأم وإبنة مثالية. فعلت كل ما يمكنني لأرضي الجميع. في العمل عملت لساعات إضافية لأنهي عملي في الوقت المطلوب. كنت أوجد الطاقة والوقت لأخذ أولادي لتدريباتهم أو ليمرحوا بالرغم من الإرهاق والتعب الذين كنت أشعر بهما دوما. كنت أذهب لرؤية والديَّ وأحتمل اللوم والتأنيب بالرغم أني كنت أحتاج إلى من يربت على كتفي وليس من يلومني. تخليت عن فرص السفر في رحلات ترفيهية كثيرة لأوفّي مواعيد تسليم المشروعات التي لا تنتهي بالرغم من حبي الشديد للسفر. شعرت بعدم الرضا وعدم السعادة. أيامي كانت سلسلة طويلة من المهام التي يجب إنجازها من أجل الآخرين وليس بها أيّ شيئ لي أو للاهتمام بنفسي أو لسعادتي. بالرغم من أني حرصت على إرضاء الجميع قدر إستطاعتي إلا إني لم أرضي أحدًا، بل على العكس كنت أواجَه بالكثير من النقد. 

في أحد الأيام شعرت أنه لا يمكنني الاستمرار على هذا النحو، فأنا أحتاج لحل. كنت أشعر بالإحباط وعدم الرضا عن حياتي. كنت مقتنعة أني أحتاج لعمل تغيير جذري في حياتي ولكني لم أعرف ماذا أفعل ومن أين أبدأ. كنت أظن في ذلك الوقت أن مشكلتي سببها عدم قدرتي على تنظيم الوقت فبدأت أبحث عن كتب في فن إدارة الوقت حتى وجدت كتابًا جعلني أكتشف أن مشكلتي ليست مشكلة وقت وإنما المشكلة تكمن في طريقة تفكيري وطريقة حياتي ومعالجتي للأمور فقد تركت الفرصة لأمور تافهة تستنزف وقتي وطاقتي دون الأمور المهمة مما أدى لعدم شعوري بالسعادة أو الرضا عن حياتي. هذا الكتاب حصلت عليه عام 2000 وكان له تأثير هام جدًا في حياتي. مؤلفة الكتاب تعتبر من أشهر مدربي الحياة في العالم ومنذ أن قرأت هذا الكتاب حتى بدأت رحلة البحث في مجال التنمية الذاتية. والآن وقد أصبحت أنا شخصيًا مدربة حياة فقد قررت أن أقدم هذه المساعدة والخدمة للسيدات في العالم أجمع الباحثات عن السعادة والرضا في الحياة.

أختي العزيزة،
المرأة الرائعة التي أوجه رسالتي إليها هي أنتِ، كل إمرأة في العالم. نعم أنتِ رائعة. لا أحد يمكنه احتمال ما تحتمليه من أجل أسرتك وأبنائك ووالديك وأصدقائك. المساعدة التي تهبيها لكل من يمر بحياتك مذهلة. لا أحد يهتم بسعادة عائلتك غيرك. لا أحد يمكنه الاهتمام والجهاد من أجل أبنائك غيرك. لا أحد ينكر نفسه ويضحي بسعادته من أجل غيره مثلك. أنا أعترف أنكِ مدهشة وراعية وحنون ومحبة وشجاعة و تضحين بسعادتك من أجل غيرك وقوية. أنا أعترف إنك عظيمة ولكن دعيني أهمس في أذنك بسر "لا يمكنك أن تسعدي غيرك مادمتِ غير سعيدة". بحثك عن سعادتك لا يعني أنك ستهملين سعادة الآخرين. اهتمامك بنفسك لا يعني إهمالك للآخرين. حبك لنفسك لا يعني الأنانية وعدم حب الآخرين. اهتمامك بنفسك وحبك لها وبحثك عن السعادة يعني أنك تقدرين وتحترمين نفسك. على قدر تقديرك لنفسك سيقدرك الآخرون وسيقدرون ما تقدميه لهم. على قدر قيمتك في نظر نفسك ستكون قيمتك في نظر الآخرين. على قدر احترامك لنفسك سيكون احترام عائلتك والعالم كله لك. لذا كوني فخورة بنفسك مقدرة لقيمتك بإظهار الحب والاهتمام بنفسك كما تحبي وتهتمي بالآخرين وستشعرين بالسعادة والثقة بالنفس وستتألقين. 

"عندما تعلِّم رجلاً ، فإنك تعلم رجلاً. وعندما تعلِّم إمرأة ، فإنك تعلِّم جيلاً" ~بريجهام يونج~

هل يمكنك تصور أنك عندما تهتمين بنفسك وتجدي سعادتك فإنك تعلمين الآخرين كيف يجدوا السعادة أو ليس هذا هو هدفك في الحياة أن تكوني سببًا في سعادة الآخرين؟ في هذا العالم ملايين من قصص السيدات الرائعات اللآتي كافحن من أجل عائلاتهن وأبنائهن  ليوفروا لهم حياة أفضل أو قدن بلادهن وشعوبهن الى المجد وستجدي في التاريخ الكثير من هذه القصص. ألا تحبي أن تكوني نموذجًا يقتدى به؟ تعلمي كيف تكوني سعيدة واهتمي بنفسك ستتألقي وتنيري حياة الآخرين وستكوني بذلك المعلمة والملهمة للآخرين الذين يبحثون عن السعادة.

من بداية هذا الأسبوع كرسي ساعة واحدة يوميًا لنفسك وافعلي شيئًا تحبيه، لا تقولي ليس لديَّ وقت. في اليوم 24 ساعة، ألا يمكنك اقتطاع ساعة واحدة من أجل سعادتك؟ استمعي للموسيقى، تريضي في الهواء الطلق، زوري صديقة، اقرئي كتاب، اذهبي للسينما أو احضري محاضرة، افعلي أى شيء يُدخل على نفسك السعادة والبهجة، المهم أن تستمتعي بكل دقيقة من هذا الوقت وسجلي مشاعرك في كل مرة. اجعلي لنفسك 7 ساعات أسبوعيًا يمكنك تنظيمها كما تحبين، ساعة يوميًا أو ساعتين يوم بعد يوم أو ثلاث ساعات ونصف مرتين أسبوعيًا أو حتى السبع ساعات كاملة في يوم واحد أسبوعيًا، هذا متوقف عليكي أى من هذه الاختيارات هو الأنسب لظروفك المهم أن تلتزمي به لأقصى درجة وتعطيه الأهمية التي تعطيها لأى ميعاد خلال يومك. خططي لهذا الوقت مسبقًا كيف ستقضينه ومع من ولا تتنازلي عنه أبدًا وستشعرين كيف ستغير هذه الساعة، هذه المدة القصيرة، حياتك للأفضل إن شاء الله.

هناك 3 تعليقات:

  1. السلام عليكم

    ممكن حضرتك تذكرى اسم هذا الكتاب او تعطبنى لينك له.
    انا فى اشد الحاجه اليه

    ردحذف
  2. إسم الكتاب Take time for your life للكاتبة Cheryl Richardson

    ردحذف
  3. إذا كنت تحتاجين مساعدة يمكننا أن نبحث كيف يمكنني أن أساعدك. أكتبي لي تعليق هنا وسأرى كيف يمكنني الإتصال بك. فأنا مدربة حياة متخرجة من أكاديمية دولية ومعتمدة دوليا.

    ردحذف