الأحد، 22 يناير 2012

10 خطوات لتساعدك على تغيير السلوك غير المرغوب فيه

جاءتني رسالة من صديقة بعدما قرأت مدونتي والذي فهمته منها أن الإنسان في الحياة اليومية ومع المشاكل والأحداث التي يواجهها على مدار اليوم لا يمكنه أن يتحكم في تفكيره فيقاوم الأفكار السلبية أو المشاعر السلبية وبالتالي لايتحكم في سلوكه، لأن السلوك يأتي نتيجة الأفكار والمشاعر. وأن الإنسان يمكنه أن يدرس هذه المبادئ ولكن التنفيذ يحتاج لتمرين وصبر. وأنا أتفق معها تماما أن التنفيذ يحتاج  لتمرين وصبر ولأشياء أخرى سأناقشها لاحقا.   

نعم التغيير والتحكم في أفكارنا ومشاعرنا السلبية يحتاج الكثير من المجهود والوقت والصبر والتدريب ولكن دعوني أسأل ماذا في حياتنا لم يحتاج منا وقت وتمرين وجهد وصبر؟ للتخرج من الجامعة إحتاجنا لسنوات طويلة من الجهد والصبر والمذاكرة. لنحقق نجاحا في وظيفتنا إحتجنا لجهد وصبر وعمل لساعات طويلة. لنفقد بعض الوزن احتجنا للإرادة والتدريب والصبر حتى وصلنا لهدفنا. حتى لنربي أبنائنا نحتاج للجهد والصبر والتدريب على الأسس السليمة للتربية، وفي كل حالة من الحالات كنا ننجح أحيانا ونفشل أحيانا أخرى ولكننا لانصل لغايتنا إلا إذا صبرنا واحتملنا التعب وأصررنا على بلوغ هدفنا.  فما الجديد وما الفرق إذن؟ الفرق الوحيد الذي أراه هو أن بعض الناس يعتبر تغيير السلوك صعب جدا أو حتى مستحيل خاصة بعد سن معين. لماذا؟ ربما لأننا تعلمنا أنه "من شب على شيئ شاب عليه" أي أننا نرى أنه طالما تربينا وتعودنا على شيئ سنظل عليه إلى نهاية حياتنا. هذه المقولة صحيحة عندما تنظر لغيرك الذي شب على عادة فيمكن أن تقول لنفسك أنه سيشيب عليها لأنه ليس في مقدورك أن تغيره أما بالنسبة لنفسك فأنت صاحب القرار، قرار تغيير سلوكك من عدمه بيدك أنت وأنت وحدك.

 يمكنني أن أجزم لك أنه يمكنك أن تحدث أي تغيير بسلوكياتك عندما تريد وساعتها ستشعر كم ضيعت من حياتك وأنت متمسك بفكرة خاطئة وأنه كان بإمكانك أن تحدث هذا التغيير وتعيش حياة أسعد وأنجح منذ زمن بعيد. 
وإليكم بعض الخطوات البسيطة التي يمكن أن تساعد في تغيير بعض السلوكيات: 


  1. لابد أن يكون  لدينا رغبة قوية في إحداث هذا التغيير، وذلك بأن نحدد ماهى الفوائد التي ستعود علينا من تغيير هذا السلوك، وكلما كانت رغبتنا قوية ستكون لدينا إرادة أقوى وصبر أشد. 
  2. نعقد النية وندعو الله في صلاتنا أن يساعدنا ويوفقنا لبلوغ هدفنا.
  3. يجب أن نلاحظ أنفسنا في كل موقف نشعر فيه بأن سلوكنا لم يكن كما نريد ونكتب بالضبط ما هي الظروف المحيطة بنا في تلك اللحظة (أي ضغوط كنا نعانيها في ذلك الوقت وحالتنا النفسية) ماهي مشاعرنا ما الأفكار التي وردت بخاطرنا في هذه اللحظات؟ ما الكلمات التي كنا نرددها بيننا وبين أنفسنا؟ تدوين أفكارنا ومشاعرنا مهم جدا لنكتشف نماذج سلوكنا والظروف المحيطة بهذا السلوك.
  4. نستبدل الجمل ذات المضمون السلبي بأخرى أكثر إيجابية لنتغلب على المشاعر السلبية. فمثلا إذا لاحظنا أننا نردد بينا وبين أنفسنا "مافيش فايدة، مافيش حاجة حتتغير حأفضل زى ماأنا" يمكننا إستبدالها "أنا حأعمل كل اللي حأقدر عليه ومش حأقصر في شيئ وربنا حيوفقني" أو" أنا حأخذ المشوار خطوة خطوة وإن شاء الله حأوصل لهدفي". جرب الآن أن تغمض عينيك وتردد الجملة الأولى عشرة مرات ولاحظ مشاعرك ثم جرب أن تردد الجملتين الأخيرتين بنفس الطريقة ولاحظ مشاعرك ستلاحظ أن في الحالة الأولى أنك تشعر بالإحباط والثانية أنك تشعر بالحماس والأمل. أفكارنا لها تأثير كبير على مشاعرنا ومن ثم على سلوكنا.
  5. نحدد بوضوح شديد ماهو السلوك الجديد الذي نريد أن نتعلمه ونتخيل في ذاكرتنا بمنتهى الوضوح كيف سنتصرف في المرة القادمة عندما نجد أنفسنا في الموقف الذي نريد أن نغير سلوكنا فيه.
  6. الوعي عند اللحظة التي نريد تغيير سلوكنا خلالها حيث أن مجرد الوعي بهذه اللحظة يتيح لنا الفرصة للتفكير وبالتالي إختيار السلوك المناسب. وهذا الوعي نصل اليه بكثرة التفكير في رغبتنا في تعديل هذا السلوك وتحليل المواقف المختلفة كما سبق في الخطوة الثانية.
  7. نبتكر أساليب لتذكرنا بهدفنا على مدار اليوم، فمثلا بعض الأشخاص يلجأون للصق قصاصات ورقية في كل مكان حولهم  مكتوب عليها السلوك المراد التخلص منه أو السلوك الجديد الذي يريدون تعلمه  لتذكيرهم بهدفهم، آخرون يرتدون سلسلة أو خاتم أو حظاظة أو يغيروا اليد التي يرتدون الساعة بها أو مكان خاتم الزواج لتذكرهم دائما بالسلوك الذي يريدون تعلمه. أبحث عن الفكرة المناسبة لتذكرك لأن كل منا تناسبه وسيلة محددة قد لاتناسب غيره. 
  8. نمنح أنفسنا فرصة ثواني معدودة قبل ان نأتي برد فعل سريع في اللحظات التي نريد تغيير سلوكنا خلالها لنعطي أنفسنا فرصة للتفكير أي سلوك نريد أن نتخذه. فمثلا يمكننا التنفس بعمق  أو العد من 1 الى 10 للتحكم في أنفسنا.
  9. أن نسامح أنفسنا عندما ننسى ونسلك السلوك السلبي ولا نقسوا عليها ونلومها لأن هذا اللوم ماهو إلا مظهر من مظاهر الحديث السلبي بين الشخص ونفسه والذي سبق أن أوضحت أنه يجب علينا إستبداله بآخر أكثر إيجابية.
  10.  وأخيرا يمكننا أن نشرك من حولنا من المقربين منا في رغبتنا في عمل التغيير في سلوكنا للأفضل حتى يدعمونا وقد يساعدونا في المواقف المختلفة بتذكيرنا بهدفنا أو يمكننا أن نلجأ لمتخصص لمساعدتنا في هذه الرحلة ليدعمنا ويساعدنا على بلوغ هدفنا.
هذه بعض الوسائل التي ساعدتني في تغيير بعض السلوكيات السلبية وأرحب بأي أفكار أخرى أو تعليقات أو أسئلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق