الاثنين، 16 يناير 2012

هل تعرف نفسك جيدا؟

"لو قسنا أنفسنا بما يجب أن نكون عليه لاتضح لنا أننا أنصاف أحياء، ذلك أننا لا نستخدم إلا جانبا يسيرا من مواردنا الجسمانية والذهنية، أو بمعنى آخر، إن الواحد منا يعيش في حدود ضيقة يصنعها داخل حدوده الحقيقية، فإنه يمتلك قوى كثيرة مختلفة، ولكنه لا يفطن إليها عادة، أو يخفق في إستغلالها" ~ العالم النفسي وليم جيمس ~
هذا هو قول العالم النفسي عنك فما قولك أنت عن نفسك؟ هل أنت مقتنع بذلك وتعتمد عليه في حياتك وتعمل على إكتشاف نفسك ومواهبك باستمرار أم إكتفيت بما تعلمته وبما عرفته وساعدتك الحياة والظروف على معرفته عن نفسك؟

إن الأرض الصحراوية التي كنا نعتقد أنها لا تصلح للزراعة أصبح من الممكن زراعتها اليوم لأن الإنسان إكتشف الوسائل والأساليب التي يمكن أن تحول الأرض الجرداء إلى أرض زراعية. وكذلك الأرض الخصبة فإنها إذا أهملت ستفقد خصوبتها وتصبح جرداء غير صالحة للزراعة إلا بعد عمل ومجهود طويل لإستعادة خصوبتها. وهكذا عقولنا وإمكانياتنا ومواهبنا تحتاج لوسائل مختلفة لإكتشافها وبالرعاية والتدريب والعمل المستمر تزدهر وتقوى. إن الإنسان آية من آيات الله من الناحية الجسمانية والذهنية والعقلية، أي أن كل منا معجزة من معجزات الله تمشي على الأرض، فهل كل منا يعلم إمكانيات هذه المعجزة؟ عندما نشتري جهاز محمول جديد نهتم كثيرا بإكتشاف كل إمكانياته فهل إهتممنا بإكتشاف أنفسنا وإمكانياتنا؟ هل كل منا يعلم حقيقة نفسه وماذا يمكنه أن يقدم لهذا العالم؟ كم منا لديه الجرأة على خوض تجارب جديدة وتجربة أشياء جديدة ولو بسيطة ليكتشف مواهبه وقدراته أو حتى لمجرد المتعة والإثارة؟ كم منا يتراجع عن خوض تجربة جديدة فقط خوفا من الفشل كما لوكان الفشل هو نهاية العالم.


هذا المنجم الزاخر بالثروات الكامن بداخلنا، والذي وهبنا الله إياه، لن يكتشفه أحدا لنا بل يجب علينا إكتشافه بأنفسنا. إبدأ رحلة البحث عن نفسك بقضاء وقتا أطول مع نفسك، أكتب وسجل كل مايدور بخاطرك من أفكار ومشاعر وما يدور من حديث بينك وبين نفسك ثم أعد قراءته من وقت لآخر لتعلم ماهى نوعية أفكارك واللغة التي تخاطب بها نفسك هل هى قائمة على التشجيع والإيجابية أم التخويف والتحذير والسلبية. يوجد الكثير من الوسائل التي تساعد على إكتشاف نقاط القوة والمواهب يمكنك اللجوء اليها لمعرفة المزيد عن نفسك. شجع نفسك على تجربة أشياء جديدة فهى تساعد كثيرا على إكتشاف أشياء لا نعلمها عن أنفسنا. كلما عرفت أشياء جديدة عن نفسك ستجد آفاقا جديدة تفتح أمامك قد تغير مجرى حياتك. 


الحياة مليئة بالفرص والاختيارات وكلما كانت دائرة الإختيار أوسع كلما كانت حياتنا أجمل وأغنى بالتجارب الممتعة والمفيدة، وبأيدينا نحن يمكننا أن نوسع دائرة الإختيار لأنفسنا بألاندع فرصة لنحيا تجربة جديدة دون أن نستغلها أو طريق لنتعلم شيئ جديد دون أن نمشي فيه لنرى الى أين يمكن أن يأخذنا وحتى لو كانت النتيجة في النهاية ليست هى ما كنا نبحث عنه فقد تكون رحلة البحث نفسها هى الأجمل.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق